في محاولة لمعرفة مدى استعداد العناصر الوطنية نفسيا لأكبر حدث كروي عالمي، اقتربت ''الخبر'' من بعض اللاعبين الذين يشكلون نواة المنتخب، في الفندق الكبير للغولف وبالاس بكرانس مونتانا بسويسرا، وسألتهم عن طموحاتهم في مونديال جنوب إفريقيا وكذا هل بإمكان الجزائر إحداث المفاجأة في المجموعة الثالثة التي تضم إنجلترا وسلوفينيا والولايات المتحدة الأمريكية.
الملفت للانتباه أن جل إجابات ''كوادر'' المنتخب تمركزت على نقطة التحضير بهذه المرتفعات كشرط أساسي لتحقيق هدف المنتخب الوطني وهو التأهل إلى الدور الثاني، كما بدت العناصر الوطنية من خلال إجاباتها عازمة على التضحية من أجل إسعاد أنصار الخضر الذين ''يحفزون اللاعبين في كل مرة على اللعب بـ200 بالمائة من إمكاناتهم وهو سلاح ذو حدين أيضا، قد ينعكس سلبا على نفسية اللاعبين، باعتبار أن الضغط عليهم كثيرا قد يفقدهم تركيزهم في المباريات الرسمية'' على حد تعبير المدرب الوطني رابح سعدان، الذي أضاف ''سنحاول خلال فترة التحضير هنا بسويسرا وفي ألمانيا تجنيب الضغط على العناصر الوطنية حتى تدخل المنافسة الرسمية يوم 13 جوان أمام سلوفينيا دون عقدة وبمعنويات مرتفعة''.
زياني: سنقول كلمتنا في جنوب إفريقيا
بالرغم من نقص المنافسة التي يعاني منها بسبب عدم لعبه أي مباراة رسمية مع فريقه فولسبورغ الألماني منذ نهاية كأس أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا، إلا أن لاعب وسط الميدان الهجومي كريم زياني بدا واثقا من وصول المنتخب الوطني إلى الدور الثاني من المونديال، حيث قال ''نحن هنا بكرانس مونتانا من أجل التحضير بطريقة جيدة للموعد العالمي، وأعتقد أننا نملك منتخبا بإمكانه قول كلمته في المجموعة الثالثة''، مضيفا ''لدينا كلام كثير سنقوله في جنوب إفريقيا''.
وبالرغم من اعترافه بقوة المنتخبات التي تتواجد في المجموعة الثالثة، إلا أن زياني قال ''كل شيء مرتبط بحالتنا النفسية لحظة دخول المقابلات، وعليه سنحضر بطريقة جيدة لإثبات قدراتنا''. ولم يكتف زياني بذلك، بل أشار إلى أن التشكيلة الوطنية تمتلك لاعبين تعوّدوا على المستوى العالي في فرقهم، وعليه ''لا خوف على الجزائر في المونديال''.
صايفي: سنثبت للعالم قوتنا ولم لا نعيد سيناريو ألمانيا 82
رفيق صايفي مهاجم إيستر الفرنسي، أحد اللاعبين القدامى في المنتخب، هو الآخر بدا واثقا من إمكانات التشكيلة الوطنية، حيث قال ''لدينا منتخب يملك لاعبين تعوّدوا اللعب مع بعضهم البعض، مع تطعيمها بلاعبين جدد وهو ما سيعطي للتشكيلة قوة كبيرة ستظهر في الميدان إن شاء الله في جنوب إفريقيا''، مضيفا ''سنثبت للعالم أن الجزائر تملك تشكيلة قوية''.
ولم يكتف صايفي بذلك، بل قال ''نتواجد في مجموعة صعبة، لكن المنتخب الجزائري لا يخشى أحدا مهما كانت قوته''، في إشارة ضمنية إلى المنتخب الإنجليزي الذي قال بشأنه ''صحيح أن التشكيلة الإنجليزية تعدّ من أقوى التشكيلات المشاركة، لكن هذا لا يعني أننا سندخل المقابلة أمامها بعقدة، بل بالعكس سنقف الند للند ولم لا إعادة سيناريو المنتخب الوطني، حين فاز على ألمانيا في مونديال .''82
مطمور: مباراة سلوفينيا مفتاح الخضر
أما كريم مطمور، لاعب بوريسيا مانشينغلاندباخ الألماني، فقد صرّح أن المنتخب الوطني في متناوله الوصول إلى الدور الثاني من المونديال ''بشرط أن ندشن المنافسة الرسمية بالفوز على منتخب سلوفينيا'' على حد تعبير مطمور، معتبرا في نفس الوقت المقابلة الأولى بمثابة مفتاح الخضر في هذه المنافسة العالمية التي تضم أحسن المنتخبات العالمية.
وأوضح مطمور أن تواجد التشكيلة الوطنية في أكبر حدث كروي عالمي، يعد إنجازا في حد ذاته، خاصة وأن الجميع لم يرشحه من قبل حتى إلى الذهاب إلى كأس أمم إفريقيا''.
هذا لا يعني حسب مطمور أن يكتفي المنتخب الجزائري بما وصل إليه، بل بالعكس ''أعتقد أننا مطالبون بإثبات أحقيتنا في الوصول إلى جنوب إفريقيا ولن يتسنى لنا ذلك، إلا من خلال الوصول إلى الدور الثاني إن شاء الله''.
واعترف مطمور بصعوبة المهمة خاصة أمام المنتخب السلوفيني في المباراة الأولى، حيث قال ''منتخب سلوفينيا هو الآخر سيحاول دخول المنافسة بفوز، وهو ما سيجعله يرمي كل ثقله في الـ90 دقيقة الأولى، لكن لا خوف علينا، لدينا من الإمكانات ما يجعلنا نتجاوزه بإذن الله''.
بوقرة :لا نملك خيارا آخر إلا المرور إلى الدور الثاني
من جهته، بدا مجيد بوفرة، مدافع غلاسكو رانجرس الأسكتلندي، مقتنعا أن الجزائر لا خيار أمامها في مونديال جنوب إفريقيا، إلا المرور إلى الدور الثاني من المنافسة، ''لأننا نملك تشكيلة بإمكانها تحقيق هذا الهدف بسهولة، خاصة بعد أن اكتسبنا الخبرة اللازمة في التصفيات المشتركة وكذا في كأس أمم إفريقيا''. وأوضح مجيد بوفرة أن التشكيلة الوطنية ستحاول في هذا التربص بمرتفعات كرانس مونتانا بسويسرا ''لتصحيح الأخطاء التي ارتكبناها في أنغولا، لاسيما أخطاء المباراة الأولى أمام مالاوي وكذا في اللقاء أمام مصر في الدور نصف النهائي'' على حد قول بوفرة الذي أشار إلى أن كل الظروف متاحة للعناصر الوطنية من أجل الظهور بوجه مشرف في جنوب إفريقيا، وهوما سنسعى لتحقيقه لأن لدينا دين إزاء الأنصار الذين يستحقون كل الخير.
حليش ''سندافع عن حظوظنا إلى آخر ثانية''
رفيق حليش، لاعب ناسيونال ماديرا البرتغالي، وكما عودنا بروحه القتالية في المباريات، صرّح أن المنتخب الجزائري سيدافع عن حظوظه إلى آخر ثانية من عمره في المونديال الإفريقي، قائلا ''القائمون على الكرة الجزائرية وفروا كل شيء للتشكيلة قصد التحضير بطريقة جيدة للمونديال، بدليل أننا نتواجد في منطقة تحضر بها المنتخبات العالمية، وبدورنا سنبذل قصارى جهدنا للوصول إلى الدور الثاني''. وأشار حليش إلى أن الأجواء في هذا التربص تبعث على الارتياح ''وهو ما سيجعلني متفائلا أكثر خاصة وأنني لمست عند حديثي مع اللاعبين رغبة قوية في إثبات قوة المنتخب الجزائري''.
عنتر يحيى :لا يمكن الاكتفاء بالدور الأول بعد انتظار دام 24 سنة
بالرغم من معاناته مع فريقه بوخوم الألماني الذي سقط هذا الموسم إلى القسم الثاني، إلا أن المدافع عنتر يحيى بدت معنوياته عند حديثه معنا مرتفعة، والأكثر من هذا قال ''لا تسألوني عن بوخوم، فأنا بكرانس مونتانا وتفكيري كله منصب حول المونديال''، مضيفا ''كل اللاعبين المتواجدين هنا لا يفكون إلا في تحضير أنفسهم بطريقة جيدة استعدادا لخوض غمار المنافسة العالمية في أحسن الظروف''.
وأضاف عنتر يحيى أن المنتخب الجزائري حظوظه متساوية مع بقية المنتخبات المشاركة في المونديال، ''وسنكون محفزين أكثر من البقية لأننا غبنا عن المنافسة لمدة 24 سنة، وعليه لا يمكن الاكتفاء بالدور الأول فقط''.
قاواوي : مشاركتنا لن تكون رمزية كما يعتقد البعض
حارس المنتخب الوطني الوناس فاواوي هو الآخر بدا عازما على رفع التحدي في جنوب إفريقيا، قائلا ''مشاركتنا لن تكون بالتأكيد رمزية كما يعتقد البعض''، مضيفا ''في السابق كان الفرق بين المنتخبات يكمن في الإمكانات، لكن الآن كل شيء متوفر وبالتالي سنقاتل في الميدان من أجل تشريف الألوان الوطنية''.
ولم يكتف فاواوي بذلك، بل أشار إلى أن التشكيلة لها من الإمكانات ما يؤهلها للوقوف الند للند في وجه أقوى المنتخبات العالمية، بشرط، يضيف حارس أولمبي الشلف، أن يدشن المنتخب المنافسة بفوز أمام سلوفينيا. وبناء على كل هذه المعطيات، يمكن القول حسب تصريحات كوادر المنتخب الوطني أن كل اللاعبين عازمون على قول كلمتهم في أكبر تظاهرة كروية عالمية، والأكثر لا حديث بين اللاعبين إلا عن بلوغ الدور الثاني من المنافسة، وهوما لمح إليه المدرب الوطني رابح سعدان، أول أمس، خلال الندوة الصحفية التي عقدها بالفندق الكبير للغولف وبالاس، حيث قال ''اتركوني أعمل وسنعمل المستحيل لتشريف ألوان الجزائر في جنوب إفريقيا''.