لا شيء يوحي أن الجزائر على بعد شهر من المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا، بعد 24 سنة من الغياب عن الساحة العالمية، بدليل توجّه وفد المنتخب الوطني اليوم إلى كرانس مونتانا في أعالي سويسرا، للتحضير هناك، في غياب 90 بالمائة من التعداد الأولي إن لم تكن النسبة أكثر، وكذا عدم مرافقة المدرب رابح سعدان التعداد من مطار الجزائر.
وإذا كان يتعذر على القلة القليلة من العناصر المحترفة اللحاق بالمعسكر التدريبي في آجاله المحددة لارتباطاتهم بأنديتهم التي لم تنه المنافسة، فإن الأكثرية سارت على هذا الدرب، حيث فضّل البعض تمديد عطلتهم إلى غاية السادس عشر من الشهر الجاري، وبقي البعض الآخر منشغلا بالجوانب الإشهارية. لتصل العدوى إلى اللاعبين المحليين؛ حيث رخص المدرب الوطني رابح سعدان للاعبي وفاق سطيف فوزي شاوشي وعبد القادر العيفاوي بأخذ راحة ليومين أو ثلاثة قبل اللحاق بمكان المعسكر التدريبي، على شاكلة المدرب الذي فضّل التنقل إلى كرانس مونتانا عبر فرنسا أين يتواجد حاليا لزيارة ابنه هناك، قبل أن يلتحق بالركب فيما بعد، وقد يكون ذلك يوم 15 ماي الجاري.
وعليه، ينتظر أن تكون بعثة اليوم متكونة بالخصوص من العاملين في المنتخب؛ كالمشرف على العتاد والمدلكين والطبيب والإداريين، إضافة إلى المدربين المساعدين وكذا الإعلاميين، على أن يكون ضمن الرحلة رسميا لاعبان محليان اثنان فقط هما زماموش وفاواوي وربما كذلك رفيق صايفي. وكان من الواجب أن يكون ضمن الرحلة اللاعبون المحترفون الذين كانوا متواجدين بالجزائر أول أمس، على غرار عنتر يحيى ومجيد بوفرة وكريم مطمور، غير أن هؤلاء فضلوا اللحاق بالمعسكر التدريبي عبر فرنسا، أي بعد أن يستفيدوا من أيام راحة مع ذويهم في فرنسا. ويبقى قائد المنتخب الوطني يزيد منصوري أحسن مثال في الانضباط والقدوة، من خلال تشبثه بوطنيته حين فضل عدم المشاركة في آخر مباراة لفريقه لوريون الفرنسي من أجل أن يكون حاضرا في الموعد المحدد لانطلاق التحضيرات. وبالتالي لا يمكن الاستغناء عنه رغم دعوة الكثيرين إلى إبعاده عن التشكيلة بسبب تدني مستواه التقني.
ويمكن القول إن الفريق الوطني سيعيش في تربص كرانس مونتانا نفس السيناريو الذي عهدناه في كل تربص عندما تنطلق التحضيرات بتعداد منقوص من عدة عناصر. وأمام هذا الوضع، هل يمكننا القول إننا وصلنا إلى مرحلة الاحترافية، مع أن الضرورة تفرض تنقل أغلب اللاعبين الجزائريين، بمن فيهم المحترفون من الجزائر، إلا في حال الضرورة القصوى. وكان يتوجب على المدرب الوطني أن يكون مثالا لأشباله ويسوّي كل أشغاله مسبقا لكي يكون في موعد السفر مع الوفد المسافر من الجزائر.